مشكلة العطور المقلدة لا تكمن فى الخسائر المادية فقط، ولكنها تحمل فى طياتها الكثير من المخاطر الصحية، فقد أكد الأطباء أن العطور تحتوى على 3000 مركب كيميائى المختبر منها عالمياً 20% فقط، وأن الشركات العالمية للعطور حريصة على سمعتها لذلك تتأكد قبل تسويق أى منتج لشركتها بأنه لا يتسبب فى أى ضرر.
أما المركبات المقلدة والتى تخلط يدوياً فلا توجد مختبرات لاختبارها وقد تكون سامة، وقد نكتشف بعد الاستخدام الطويل بأن لها علاقة بمرض التوحد والاكتئاب وحساسية الجلد وأمراض أخرى مجهولة، وقد تدخل إلى الدماغ لأن بعض المواد لها خاصية اختراق الحاجز بين الدم والدماغ.
وقال الدكتور داخل ناصر طه المتخصص فى مجال الكيمياء إن العطور الصناعية أو المقلدة أو المزيفة تختلف عن العطور الأصلية أو الطبيعية، حيث يتكون العطر من ثلاث مواد أساسية هى (روح العطر والماء المقطر والكحول) وأن الكحول أما أن يكون (كحول اثيلى أو مثيلي) فالكحول الاثيلى يكون عادة غال الثمن ويستخدم فى صناعة العطور ذات الجودة العالية و الكحول المثيلى فإنه يستخدم فى العطور المقلدة التى تؤثر على صحة الإنسان كونها تصنع من مركبات كيميائية من البترول الخام بنسبة 95%.
ولفت إلى أن خطورة صناعة العطور تكمن بشكل عام فى عدم خضوعها لأنظمة أو قيود وأن الشركات المصنعة لها تقوم بإضافة تراكيب مواد كيميائية بصورة عشوائية للحصول على عطر فواح وزكى فهى لا تعطى سر عملها بصناعة العطور حيث يلاحظ إن المواد الكيمياوية قد تصل إلى (500) مركب تجمع فى عطر واحد قد يسبب بعضها مخاطر حقيقية على صحة الإنسان.
وتابع: المخاطر الناتجة من استنشاق العطور الصناعية تتسبب فى إحداث اضطرابات فى الجهاز العصبى ودوار وغثيان ونعاس وتهيج فى الفم والحنجرة والعينين والجلد والرئتين والمعدة وفشل فى الجهاز التنفسى. واحذر هنا من المواد التى تتولد من العطور قد لا تؤثر على الشخص الذى يستنشقها بشكل مباشر وآنى وإنما ستؤثر عليه فى المستقبل بعد فترة من استنشاقها بعدما تتراكم فى جسمه عن طريق الدم و الجلد.
وصنفت خطورة تلك العطور فى العالم بمرتبة خطورة دخان السكائر فى اضرارها لاسيما للأشخاص المحيطين بها وخاصة فئة الأطفال كونهم أكثر عرضه من الكبار لأنهم يتميزون بارتفاع معدلات تنفسهم ورقة بشرتهم محذرًا الأمهات من استعمال تلك العطور التى قد تتسبب بتسمم الهواء الذى يتنفسه اطفالهن، وإن كثرة فترة تعرضهم لها قد يجعلهم يعانون من صعوبة فى التركيز بتحصيل التعليم والتعلم وتخلف فى النمو ونوبات مرضية لا تحمد عقباها.
كما أن مركب اللينالول يعد من أكثر المركبات التى تدخل فى صناعة العطور وإنه يسبب عند استنشاقه النعاس والكآبة واضطرابات تنفسية.
أما مركبات الفتالات التى تدخل فى صناعة العطور ومواد التجميل وصبغ الأظافر فإنها تسبب عيوب خلقية و تلف الكبد والكليتين وتشوه فى الخصيتين.لافتا إلى إن البرلمان الأوربى قد اصدر قرارًا عام 2003 منع بموجبه هاتين المادتين فى صناعة العطور ولكن هنا ليس هنالك سيطرة حقيقية على هذا الموضوع.
0 التعليقات:
إرسال تعليق