الجمعة، 13 مارس 2015

فاطمة ناعوت عن المؤتمر الاقتصادى

اليومَ، الجمعة ١٣ مارس، يقفُ الأملُ على باب مصرَ ويقرع. وسوف يفتح له المصريون البابَ ويدخل، فتدخل معه مصرُ عصرًا جديدًا مشرقًا بإذن الله.
ثمانون دولة وثلاتٌ وعشرون منظمة إقليمية ودولية وعديد الشركات العالمية ومنتدى الاقتصاد العالمي، بدأت منذ الأمس القريب في التوافد على مدينة شرم الشيخ المصرية الساحرة للمشاركة في عُرسٍ اقتصاديّ تنمويّ نهضويٍّ يشهد اللحظات الأولى لدولة مصر الجديدة التي تتأهب لتستعيد نفسَها وتنفض عنها تداعيات السنوات العسرة الماضية التي أنهكت قواها وفتّتت في مفاصلها وأوهنت ميزانياتها واستثماراتها إثر ثورتين هائلتين، مثلما أطاحتا بحاكمين فاشلين، أطاحتا كذلك بمخزون مصر ومُدخلاتها الاقتصادية والتنموية، ثم أتت يدُ الإرهاب السوداء الآثمة لتُكمل على ما تبقّى فيها من خير وجمال. لكنّ الله أحبَّ مصر، كما تُحدّثنا كتبُه السماوية، فلم يشأ لها السقوط وقد وطأ ثراها الأنبياءُ والصالحون، فأمّن لها طوقَ نجاة حمله الشعبُ الطيب الذكيّ، والزعيمُ الجسور الذي أحبَّها وأنقذها من الويل، وها هو هذا المؤتمر اليوم جاء ليُكمل خطّة الإنقاذ الإلهيّ التي كتبها اللهُ في لوحه المحفوظ، ودلّلت عليه مئات المحن والانكسارات التي بُليت بها مصرُ منذ فجر التاريخ، كانت كفيلة بأن تختفي إثرها تلك الدولة العريقة من على خارطة العالم، لكنها مصرَ، كطائر الفينيق الأبدي، كانت تخرج من كل محنة واحتلال وغزو، أقوى وأبقى، لأن اللهَ شاء، وكتب لها ألا تسقط وألا تفنى.
ذلك التوافد الكثيف من ملوك العالم ورؤسائه ومؤسساته الرسمية على مستوى القطاع العام والخاص، إنما يعكس المكانة الرفيعة التي تحتلها بلادُنا في قلب العالم، مثلما يعكس التوقعات الإيجابية المشرقة لمستقبل الاقتصاد المصري، ويؤكد رغبة تلك الدول في أن تحظى بفرص استثمار في أرض طيبة العريقة، ما يؤكد ثقة المستثمرين وتلك الكيانات الاقتصادية الكبرى رفيعة المستوى في أن مصر على طريق التنمية، وأنّ الغد يحمل الرغدَ لشعب عانى الكثير وصمد ووضع مستقبل مصر ونهضتها قبل مصالح الأفراد الصغيرة.
الاتحاد الأوروبي والاتحاد الدولي للاتصالات والصندوق العالمي للتنمية الزراعية ومنظمة الأغذية والزراعة والبنك الدولي والكوميسّا وصندوق النقد الدولي وبنك الاستثمار الأوروبي والبنك الأوروبي للإعمار والتنمية والجامعة العربية والمفوضية الأوروبية وبنك التنمية الأفريقي والاتحاد من أجل المتوسط وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومنظمة اليونيدو والصندوق الكويتي للتنمية وصندوق النقد العربي، وغيرها الكثير، تلك الكيانات الاستثمارية الكبرى لا تعرف إلا لغة المال، التي لا تدخل من باب العاطفة والمشاعر، ومن ثم فإن مشاركتها اليوم المبنية على حسابات اقتصادية دقيقة، دليلٌ حاسم على وثوقها في نهضة مصر الوشيكة؛ وإلا ما جازفت في اغتنام فرص المشاركة في مصر.
هذا الحضور رفيع الطراز على المستوى السياسي والاقتصادي والتمويل المالي، الذي تشهده مصرُ اليوم وعلى مدى الأيام الثلاثة القادمة، يؤكد لكل مواطن مصري أن مصر تقف على باب خارطة الاستثمار العالمي، الذي خرجت منه خلال السنوات السعبة الماضية، والذي، إن نجح بإذن الله، سوف يضعها في المكانة التي تليق بها. لهذا، من طبائع الأمور أن يكافح أعداءُ مصر من جماعات الإرهاب الإخوانية وأضرابهم على تعطيل هذا العُرس النهضوي بكل السبل الرخصية التي لا يجيدون غيرها. ولكن، علينا نحن شعب مصر العظيم، ألا نسمح لهم بهدم الأمل الذي يقفُ على بابنا.
سوف ينجح المؤتمر بمشيئة الله ومشيئة المصريين المثقفين الذين لم يسمحوا بسقوط مصر على أيدي أعداء الخير والجمال. يا رب، هذا شعبك الصابر يسألك أن تمد يدك الطيبة لأيادينا الضارعة إليك. أيادينا الكثيرة التي تحمل الفأس لتزرع، وتحمل السلاح لتحمي وتذود عن الأرض، وتحمل الكتاب لتشرق العقول بالنور، وتحمل القوس لتعزف على أوتار الحياة.
فاطمة ناعوت

0 التعليقات:

شارك

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites